قناديل البحر في المياه الليبية
قنديل البحر هو حيوان بحري من الرخويات يصنف في شعبة اللاسعات .شكله عبارة عن قرص شفاف، قوامه هلامي وله أطراف طويلة رفيعة تسمى “لوامس” ،يعتبر من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض فهو يوجد منذ أكثر من 500 مليون سنة, بحسب دراسات علميّة
تم تداول اخبار مؤخراً عن وجود قناديل قاتلة في المياه الليبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي و كالعادة تم تداول هذا الخبر العاري عن الصحة على مدى واسع .
لذلك سنتناول عبر هذا المقال أنواع القناديل التي نشاهدها باستمرار في ميّاهنا وأرجو الإنتباه لكلمة التي نشاهدها بأستمرار ،يوجد في مياهنا (4) أنواع ،أشهرها :
- قنديل “البيض المقلي “Cotylorhiza tuberculata أو قنديل البحر الابيض المتوسط يوجد في البحر المتوسط و بحر أيجه و البحر الأدرياتيكي. يمكن أن يصل قطر المظلة إلى 40 سم و لكن في العادة يكون قطرها أقل من 17 سم . تشكل الزوائد التابعة لها ملاذاً لبعض الأسماك الصغيرة مثل صغار سمكة الشلبة و الصاورو ،تُقدر دورة حياة قنديل البحر المتوسط من نص عام إلى عام من الصيف إلى الشتاء. يتم التكاثر الجنسي بين قنديل البحر تكون ما بين شهري أغسطس و أكتوبر و يتغذى قنديل البحر المتوسط على الهائمات النباتية و الحيوانية في عام 1974 م تشكلت ظاهرة ازدهار لهذا القنديل لعدة كيلومترات قبالة سواحل فلسطين المحتلة و أدت إلى خسائر كبيرة في قطاع السياحة ، تؤثر ظاهرة ازدهار قنديل البحر المتوسط على الأنشطة السياحية و كذلك على أنشطة الصيد و لكن على جانب البحوث العلمية توصل بعض الباحثين إلى أن الخلايا السامة فيها يمكن يكون لها دور في معالجة سرطان الثدي تعتبر السلحفاة الخضراء أهم مفترس لهذا النوع من القناديل ،لا تعتبر لسعة هذا النوع من القناديل خطرة على الأنسان.
- قنديل الواخز البنفسجي اسمه العلمي Pelagia noctiluca
يعتبر من اكثر أنواع قناديل البحر المتوسط خطورة بسبب لسعته المؤلمة جداً و يطلق على هذا النوع من القناديل بالألمانية “ضوء الليل ” بسبب لونه الزاهي و فيما يطلق عليه البريطانيون “القنديل البنفسجي الفاتح “mauve jelly
يوجد قنديل Pelagia noctiluca ” في البحر المتوسط و المحيط الأطلسي ، في المياه المفتوحة و ايضا في المياه الساحلية ، عادة تشكل مجموعات كبيرة ، تمتد لمسافات قبل تبلغ 45 كيلومتر ، تتحرك بواسطة حركة متناسقة للعضلات الموجودة في المظلة يمكن التعرف على هذا القنديل بسبب لونه البنفسجي الذي يتميز به و خروج أربع أذرع طويلة من الفم كما تحيط بمظلة القنديل التي يصل قطرها احيانا إلى 10 سم ثمانية لوامس طويلة تبلغ أحيانا 10 أمتار .يدافع قنديل البنفسجي الفاتح عن طريق الخلايا اللاسعة ، ويتم اطلاق هذه الخلايا بمساعدة ضغط الماء ،يتغذى على الهائمات الحيوانية و الأسماك الصغيرة و القشريات و بيوض بعض قناديل البحر الأخرى.
الكثير من الباحثين يرون أن قنديل البحر البنفسجي الفاتح له فوائد على مستوى لعلاج بعض الأمراض ، كما أنه يرون أن الخاصية الكيميائية لبروتينات قنديل البحر و المتمثل في القدرة على التلألؤ بلون ما ،يساعد في ابحاث تتعلق بتتبع حركة بعض البروتينات في البحوث البيولوجيا الطبية ، ولكن من جانب أخر فلهذا القنديل تأثير سالب باعتباره كائن يثير الخوف في قلوب الغطاسين و السياح و يبعدهم عن الشواطئ ، و خصوصا مع ادراك الناس الى أن لسعة هذا النوع من القناديل سامة و تسبب ألم كبير مع ترك اثر يشبه الندبة في مكان الإصابة و يمكن أن تهدد حياة الناس الذين يعانون من الحساسية في حال تعرضهم للسعة القنديل
في البحر المتوسط يظهر عادة قنديل البحر البنفسجي الفاتح سابحا في المياه المفتوحة من مارس و مايو ، و في أشهر الصيف من شهر 6 إلى شهر 8 ،في جنوب غرب المتوسط بالقرب من تونس يمكن مشاهدة ها القنديل في فصلي الخريف و الشتاء ، و في هذه المنطقة يعتمد وجود قنديل البحر على التيارات و الرياح
تعتبر دورة حياة القنديل البنفسجي الفاتح قصيرة تُقدر ما بين الشهرين إلى 6 أشهر و عادة تحدث حالات موت جماعية سبب الموت عادة بعد وقوع عواصف و هيجان في البحر.
- قنديل البحر البرميلي اسمه العلمي Rhizostoma pulmo
يتميز بلون المظلة الأبيض وتكون حلفة المظلة لونها أزرق ، عادة يمكن مشاهدة في نهاية الصيف ، لا تشكل لسعته خطراً على الإنسان و لكن يفضل عدم الاقتراب منه.
- قنديل البحر اللاسع المسمى عربيا باسم “الربلم الجوال أو جذري الغمد” Rhopilema nomadica
يعتبر هذا القنديل من الأنواع الغازية للبحر المتوسط قادماً من البحر الأحمر عبر قناة السويس حيث سجل لأول مرة عام 1970 م ويصنفه الباحثون على أنه احد أسوء الأنواع البحرية الغازية لما له من تأثير سلبي على النظام البيئي والاقتصادي للبحر المتوسط حيث يؤثر على مصائد الأسماك و يعطل عمليات الصيد بالشباك و يقوم بسد الأنابيب المسؤولة عن أنظمة التبريد سواء للسفن أو محطات توليد الطاقة الساحلية بالإضافة الى مزاحمة الأنواع الأصلية في الغذاء كما أنه لسعته مؤلمة جداً
- القنديل الابيض المنقط Phyllorhiza punctate و يعرق ايضا بالجرس الطافي
من القناديل الغازية للبحر المتوسط سجل سنة 1965 م و يصل قطر المضلة لـ35 سم شوهد لأول مرة في ليبيا عام 2015 و تم تسجيله مؤخراً ،سميته متوسطة ويمكن معالجة لسعته
كيف نعالج لسعة قنديل البحر ؟
هناك عدة نصائح بخصوص معالجة لسعة القنديل لا تتضمن سكب اي نوع من انواع الامونيا أو اليوريا او الكحول على موضع الإصابة ، بل يجب عند تعرض الشخص للسعة القنديل شطف منطقة الإصابة برفق بماء البحر دون فرك موضع الإصابة ، أو خلط ماء البحر مع خميرة الخبز و مسح موضع الاصابة لمدة دقيقتين مما يؤدي غلى توقف اي إطلاق اضافي للسم من الخلايا اللادغة المتبقية على الجلد و البعض يستخدم الخل ثم يتم ضع كيس من الثلج او علب المشروب البارد ملفوفاً بقطعة قماش لمدة 5-15 دقيقة ،اذا استمر الالم استشر الطبيب أو الصيدلي الذي من المحتمل أن يصف مسكنات للألم أو مراهم مضادة للالتهاب.
مراجع: Brotz, L., & Pauly, D. (2012). Jellyfish populations in the Mediterranean Sea. Acta Adriat, 53(2), 213-232. Oztürk, B., & İşinibilir, M. (2010). An alien jellyfish Rhopilema nomadica and its impacts to the Eastern Mediterranean part of Turkey. Journal of the Black Sea/Mediterranean Environment, 16(2), 149-156 Rizgalla and Crocetta (2020),First record of Phyllorhiza punctata von Lendenfeld, 1884 (Cnidaria: Scyphozoa: Rhizostomeae) in Libya through social media data mining BioInvasions Records (in press)
اشكرك على هذا الشرح ….. ولكن مؤخرا قرأت غزو قنديل البحر لبعض الشواطي في دول غير ليبيا ويعزى السبب الى الصيد الجائر للاسماك التي كانت تخلق في توازن بيئي …… سؤالي هل هناك مؤشرات حديثة على ان هناك نشاط وتكاثر لقنديل البحر في الشواطي الليبية ولا لا ؟
نعم النشاط في ازدياد و السبب الرئيسي هو ارتفاع درجات الحرارة (التغير المناخي ) كما أن اعداد المفترس الاساسي للقناديل (السلاحف البحرية ) في انخفاض