أسماك القرش و الرايات معرضة لخطر الانقراض في البحر الأبيض المتوسط
فريق دولي من الباحثين في مجال الأحياء البحرية نشر اليوم ورقة بحثية في مجلة ( Science) المرموقة بعنوان(أسماك القرش والرايات في حوض المتوسط والحاجة لوقفة جادة).
المقال تناول أفكار للجهات المسئولة وللعامة حول موضوع حيوي لجل منطقة البحر المتوسط و هو ( مكافحة الصيد الغير قانوني لأسماك القرش والرايات المهددة بالانقراض)
منصات التواصل الاجتماعي نجحت فيما لم تتمكن الضغوط السياسية والدبلوماسية من تحقيق أي تأثير يذكر حسبما أورد البروفسور ماركو ميلا تزو أستاذ مادة علم البيئة في جامعة باليرمو والكاتب الرئيسي للمقال.
ويقول البروفسور ميلا تزو أن ما نُشر مؤخراً علي مواقع التواصل الاجتماعي من صور ومقاطع مرئية لأسماك قرش معرضة للانقراض تم بيعها مقطعة في أسواق المنستير و قليبية في تونس ،استدعت قيام العديد من المنظمات المحلية والدولية لرفع شكوى رسمية لدى الحكومة التونسية، ولحسن الحظ ردة فعلها لم تتأخر فبينما ننتظر مراجعة القوانين المحلية بالخصوص تم تمديد الحظر علي صيد العديد من أنواع اسماك القرش والرايات المهددة بالانقراض في حوض المتوسط.
ويبدو أن التدابير الأخيرة التي اتخذتها الحكومة التونسية سوف تساهم في تغيير قوانين الصيد في حوض البحر المتوسط وستحث علي اتخاذ تدابير جدية من بعض الدول المتكاسلة في هذا الشأن والتي من بينها العديد من دول الاتحاد الأوروبي والتي تعتبر أيضاً من المصدرين الرئيسيين للحوم اسماك القرش حول العالم.
وقد اتخذت إجراءات علي نطاق واسع بناءً علي خارطة الطريق التي وضعتها حزمة قوانين (European Green Deal)الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والتي من شأنها مكافحة الصيد الغير قانوني والغير معلن والغير مصرح به، وتسمح بتفتيش الموانئ وأماكن النقل والتوزيع للحوم أسماك القرش والتأكد من تطبيق معايير السلامة الغذائية ( لحوم أسماك القرش تباع علي أنها لحم سمك أبو سيف في العديد من أسواق ايطاليا واليونان) بل يتعدى ذلك إلي خلق إطار دولي يتم من خلاله حماية اسماك القرش والرايات المهددة بالانقراض في حوض المتوسط.
الصيد الغير قانوني لأسماك القرش والرايات، كان تقليد يمارس بواسطة صيادي شمال أفريقيا لعقود طويلة من الزمن وشكل عقبة كبيرة في وجه محاولات حماية اسماك القرش والرايات ويؤكد الدكتور كارلو كاتانو الباحث في محطة انتون دوران لعلوم الحيوانات في صقلية ، أن شواطئ شمال إفريقيا توجد بها تجمعات لفصائل متعددة من أسماك القرش والرايات نصفها مهدد بالانقراض،
ويضيف الدكتور يانيس جيوفيوس الباحث والأستاذ في جامعة باتراسو اليونانية أن الإحصائيات الرسمية لمنظمة الأغذية و الزراعة تفيد بأن تونس لديها اكبر أسطول صيد بحري وتأتي في المرتبة الثانية بعد ليبيا في صيد اسماك
القرش المتوسطية وبأن دول شمال إفريقيا تشكل %70 من إجمالي صيد الغضروفيات في حوض البحر المتوسط ولكن للأسف كل هذه الإحصائيات والأرقام لم تلقى القدر الكافي من الاهتمام.
أدى عدم الاستقرار السياسي في المنطقة إلى جانب الوباء الأخير إلى انكماش الاقتصاد بشكل كبير في دول شمال إفريقيا ، مع انهيار السياحة. وتضيف الباحثة بجمعية علم الأحياء البحرية في ليبيا سارة المبروك :” أن هناك أدلة كثيرة حول ارتفاع نسبة الصيد الغير قانوني للغضروفيات في هذه الدول بالإضافة إلي زيادة الطلب علي لحوم اسماك القرش في الأسواق المحلية بسبب الأوضاع الاقتصادية الهشة كل هذه العوامل شكلت خطرا كبيرا علي غضروفيات البحر المتوسط مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في السابق والتي يجب حيالها اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل فوات الأوان”
Milazzo M., Cattano C., Al Mabruk S.A.A., Giovos I. (2021) Mediterranean sharks and rays need action. Science, Vol. 371, Issue 6527, pp. 355-356. DOI: 10.1126/science.abg1943
اترك تعليقاً