Skip to main content

bd1ae632ac65fb4f1efbc5a6ff9b1fb72c1b61a49267ff40bca508720058b206?s=96&d=mm&r=g

التسجيل الأول لسمكة ذات الراية من البحر الأحمر (Heniochus intermedius) في البحر الأبيض المتوسط

26 أكتوبر، 2025
المقدمة والتصنيف سمكة ذات الراية من البحر الأحمر (Heniochus intermedius Steindachner, 1893) هي سمكة شعاعية الزعانف تنتمي إلى عائلة الفراشات البحرية (Chaetodontidae). ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأنواع أخرى من أسماك الراية وسمكة المورش أيدول ضمن جنس Heniochus، وتتميز بأجسامها العميقة والمضغوطة جانبيًا وبامتداد الزعنفة الظهرية الطويلة. يمكن تمييز H. intermedius عن الأنواع المشابهة مثل H. acuminatus […]

571172451 737313102715965 7996962354372903673 n
التسجيل الأول لسمكة ذات الراية من البحر الأحمر (Heniochus intermedius) في البحر الأبيض المتوسط 3

المقدمة والتصنيف

سمكة ذات الراية من البحر الأحمر (Heniochus intermedius Steindachner, 1893) هي سمكة شعاعية الزعانف تنتمي إلى عائلة الفراشات البحرية (Chaetodontidae). ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأنواع أخرى من أسماك الراية وسمكة المورش أيدول ضمن جنس Heniochus، وتتميز بأجسامها العميقة والمضغوطة جانبيًا وبامتداد الزعنفة الظهرية الطويلة. يمكن تمييز H. intermedius عن الأنواع المشابهة مثل H. acuminatus و H. diphreutes من خلال لونها الأصفر المائل أكثر للجسم وموقع الخطوط العمودية.

في البحر الأحمر، تتواجد مع H. diphreutes، وغالبًا ما يُعتقد أن صغار النوعين متشابهة لدرجة أنه تم اعتبارها نوعًا واحدًا سابقًا. الاسم الشائع “سمكة الراية” يشير إلى الزعنفة الظهرية البارزة التي تشبه الراية، أما الاسم العلمي “intermedius” فيعكس مظهرها الوسيط بين الأنواع القريبة.

الموطن الأصلي والتوزيع

تعد هذه السمكة متوطنة في البحر الأحمر وخليج عدن الغربي. تعيش في بيئات الشعاب المرجانية، وتفضل المنحدرات والهبوطات المرجانية. الصغار يتجمعون في مجموعات كبيرة قرب قاعدة الشعاب، بينما البالغون يعيشون بشكل منفرد أو في أزواج. تتغذى على القاع، وتبحث عن الطعام على أو قرب سطح الشعاب. درجة حرارة المياه في موطنها الأصلي تتراوح بين 25–30°C، ولا تتحمل الظروف الباردة. لم تكن موجودة طبيعيًا خارج البحر الأحمر، مثل المحيط الهندي الواسع أو البحر المتوسط قبل تدخل الإنسان.

البيولوجيا والبيئة

  • الحجم والمظهر: يصل طولها إلى حوالي 20 سم، ولها جسم بيضاوي مضغوط جانبيًا، بلون أبيض فضي مع خطين عموديين أسودين، ولون أصفر في الجزء الخلفي من الجسم والزعنفة. الزعنفة الظهرية الأولى تمتد بشكل بارز كراية. الصغار أكثر إشراقًا ويتجمعون في مجموعات، بينما البالغون يصبحون أكثر انعزالًا.
  • النظام الغذائي: تتغذى على العوالق الحيوانية واللافقاريات القاعية الصغيرة مثل الديدان متعددة الأشواك والقشريات. لا تتغذى على أنسجة المرجان الحي، وتعتبر مفترسة عامة تتغذى على مجموعة متنوعة من الكائنات الصغيرة.
  • السلوك: الصغار اجتماعيون، بينما البالغون يعيشون في أزواج. تنشط نهارًا، وتلجأ إلى الشعاب عند التهديد. يُعتقد أنها تتكاثر عبر إطلاق البيض والحيوانات المنوية في الماء، وتكون اليرقات عوالق قادرة على الانتشار لمسافات طويلة.

تاريخ الغزو في البحر المتوسط

  • الوصول والسجلات الأولى: دخلت البحر المتوسط عبر قناة السويس، وسُجلت أول مرة قبالة سواحل لبنان في يونيو 2012. ثم ظهرت في تركيا عام 2013، وفي فلسطين وقبرص عام 2015–2016، ثم في بحر إيجة التركي واليوناني عام 2018. بحلول 2021، ,سجلت في مرسى مطروح بمصر
  • مسارات الدخول: دخلت طبيعيًا عبر قناة السويس، إما كأفراد بالغة أو يرقات. لم يكن هناك دليل على إدخالها عبر تجارة الأحواض أو أنشطة بشرية أخرى. سجلت أيضًا قبالة فلوريدا عام 1996، لكن لم تستقر هناك. في البحر المتوسط، وجدت بيئة مناسبة للبقاء والتكاثر.

التأثيرات البيئية والاقتصادية

  • التأثير البيئي: قد تنافس الأنواع المحلية على الغذاء، وتؤثر على الشبكات الغذائية من خلال افتراس اللافقاريات أو يرقات الأسماك المحلية. قد تصبح فريسة للحيوانات المفترسة المحلية، مما يدمجها جزئيًا في النظام البيئي. لا توجد تقارير عن نقل أمراض أو طفيليات حتى الآن.
  • التأثير الاقتصادي والاجتماعي: لا تؤثر مباشرة على الاقتصاد أو مصايد الأسماك، ولا تُصاد تجاريًا. قد تضيف قيمة بسيطة للسياحة البيئية والغوص، لكنها لا تُعتبر مصدرًا غذائيًا أو تجاريًا. التأثير الاقتصادي المحتمل يرتبط فقط بتكاليف المراقبة والإدارة إذا أثرت على الأنواع الاقتصادية.

وجود سمكة ذات الراية من البحر الأحمر في البحر المتوسط يعكس التبادل البيولوجي المستمر عبر قناة السويس. خلال عقد واحد فقط، توسعت من الساحل الليفانتي إلى بحر إيجة. تمثل منافسًا ومفترسًا جديدًا في بيئات الشعاب المتوسطية، وتأثيرها الكامل لا يزال قيد الدراسة. لا تشكل تهديدًا اقتصاديًا مباشرًا، لكنها تبرز قضية الأنواع الغازية في المنطقة. إدارة هذا الغزو معقدة، وتُركز على البحث والمراقبة. مع تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة البحر المتوسط، قد تصبح الظروف أكثر ملاءمة للأنواع الاستوائية، مما يزيد من وتيرة الهجرة . لذا، فإن وجود هذه السمكة يمثل حدثًا بيئيًا مهمًا يتطلب اهتمامًا مستمرًا وتعاونًا دوليًا للحفاظ على توازن البيئة البحرية المتوسطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *